الذكاء الاصطناعي يفتح آفاقاً جديدة للابتكار الصناعي
الذكاء الاصطناعي: المفتاح لصناعة مبتكرة
الذكاء الاصطناعي يفتح آفاقاً جديدة أمام الشركات والصناعات والأفراد…
الذكاء الاصطناعي هو مفتاح لاستكشاف آفاق جديدة أمام الشركات والصناعات والأفراد، فهو يُقدّم فرص نمو لا حصر لها للمؤسسات الاقتصادية. قد نجد بعض التحديات أمام هذا النهج الفني الذي يلامس حياتنا اليومية بشكل متزايد، إلا أن جميع القطاعات تستفيد من مجال علوم الحاسوب المكرّس لإنشاء الآلات المتخصصة في تنفيذ المهام المرتبطة عادة بالذكاء البشري. ومن ضمن هذه القطاعات قطاع الصناعة، حيث شهدنا تنظيم مجلة “صناعة المغرب” الدورة الثالثة من “مؤتمر صناعة 4.0 العالمي” تحت عنوان “الذكاء الاصطناعي: في خدمة الإنتاجية”. يأتي هذا التظاهر في إطار التوجيهات الاستراتيجية للحكومة لتطوير الرقمية في المغرب بحلول عام 2025.
إمكانات الذكاء الاصطناعي
إن فوائد الذكاء الاصطناعي الإيجابية لم تعد تحتاج إلى إثبات، فهو قادر على تحقيق ما يصل إلى 14% من النمو الاقتصادي العالمي وتحقيق مبلغ يصل إلى 15.7 تريليون دولار بحلول عام 2030. نسبة 90% من قادة العالم يتوقعون أن يكون للذكاء الاصطناعي تأثير إيجابي على النمو الاقتصادي. يأتي هذه الأرقام المذهلة كتلخيص لما قدمته أمل الفلاح الصغروشني، رئيس حركة الذكاء الاصطناعي – جامعة محمد السادس للعلوم والتكنولوجيا، خلال عرضها الحديث.
وأكدت أن القطاع الصناعي يشهد “نقطة تحول” حيث يتحول العالم من التحكم الآلي إلى التمكين الذاتي. وبمعنى آخر، إذا كانت الآلة قد استبدلت العمل البشري في الماضي، فإن اليوم هو دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز العمل الفكري للإنسان وتعزيزه. يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُضيف نسبة تصل إلى 33% من الكفاءة في سلسلة التوريد، ويضمن دقة تصل إلى 95% في اكتشاف الحوادث المالية، وتحسين إنتاجية الصناعة التصنيعية بنسبة لا تقل عن 10%، وتحسين العمر الافتراضي للإنسان بما لا يقل عن 3 سنوات في مجال الصحة. أكدت الفلاح الصغروشني أن “التحول الرقمي يتسبب في تحولات هامة في جميع وظائف الصناعة ويشمل بطبيعة الحال جميع القطاعات بأوجه متفاوتة. يؤثر على الوظائف والمهن والمنظمات”.
البطاريات من الجيل الجديد
وفي نفس الحدث، تحدث الخبير الدولي في مجال بطاريات الليثيوم، رشيد يزامي، عن دور بطاريات الليثيوم في التحول الطاقي والبيئي في العالم، وخاصة في المغرب. وأوضح أن “بحلول عام 2035، لن يتم إنتاج أي سيارة تعمل بالمحرك الحراري في أوروبا. وهذا يعني أن المغرب يجب أن يواكب هذا الواقع الصناعي لمواصلة تزويد القارة بالسيارات. بما أن البطارية تعتبر أحد أجزاء السيارة الكهربائية، يجب أن تستجيب لعدد من المتطلبات، وخصوصاً الأمان وسرعة الشحن”. وفيما يتعلق بالأمان، يعد من الأولويات، وعلى حد قوله يجب تطوير بطاريات جديدة قادرة على تحمل درجات حرارة تزيد عن 50 درجة مئوية.
وهذا هو أحد المشاريع التي يعمل عليها حالياً مع الشركاء الأمريكيين والإماراتيين بهدف تطوير بطارية تتحمل حتى 90 درجة. بالإضافة إلى ذلك، يدعو يزامي أيضاً إلى تطوير تقنية جديدة للبطاريات الليثيوم تُدعى “الفولتاميترية غير الخطية”، والتي تتيح شحن السيارات في غضون 15 دقيقة فقط. هكذا يستمر الذكاء الاصطناعي في إعادة تعريف المشهد التكنولوجي، ممهداً الطريق لعصر جديد من الابتكار والتقدم والتأثير الاجتماعي. مع تقدم البحث والتطوير في مجال الذكاء الاصطناعي، تظهر فرص جديدة في مختلف القطاعات، بدءًا من الصحة وصولاً إلى الصناعة والتعليم والخدمات المالية.
تأثير الذكاء الاصطناعي على الشركات
أتاح الانتشار الكبير للذكاء الاصطناعي فرصًا جديدة للشركات، فمن الشركات الناشئة القادرة على التكيف السريع مع الشركات الكبيرة، ومنها، الكثير من الشركات تدمج الذكاء الاصطناعي في استراتيجياتها التجارية لتحسين الكفاءة العملية، وتطوير منتجات وخدمات جديدة، وتقديم تجربة عملاء شخصية أكثر. هشام رحيوي الإدريسي، رئيس مجلة “صناعة المغرب”، لاحظ أن “مستقبل الذكاء الاصطناعي واعد، ولكنه يتطلب تعاوناً وثيقًا بين أصحاب المصلحة في الصناعة، والحكومات، والمواطنين لتشكيل عالم يتناسب التطور التكنولوجي مع القيم الأساسية الإنسانية”. وتم تناول جميع القضايا المتعلقة بتأثير الذكاء الاصطناعي على النظام الاقتصادي والصناعي في المغرب، والفرص العديدة التي يمكن استغلالها والتحديات التي يجب التغلب عليها في هذا المجال. كما أتيحت الفرصة للمتحدثين والخبراء والمهنيين الذين يعملون في مجال التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي للتطرق إلى دور الشركات الناشئة في هذا المجال، حيث يقدمون أفكارًا وابتكارات وتقنيات مُحدّثة في هذا المجال السريع التطور.
في ظل هذه التطورات المتسارعة للذكاء الاصطناعي، تواجه المغرب والعالم تحديات جديدة وفرصًا استثنائية للابتكار والتقدم. ومن خلال التعاون والاستثمار في البحث والتطوير، يمكن للمغرب أن يساهم بفاعلية في الثورة الصناعية القادمة والاستفادة من فوائدها الاقتصادية والاجتماعية. الذكاء الاصطناعي يمثل الطريق نحو مستقبل مبتكر ومزدهر، وعلى الشركات والمؤسسات والمبتكرين أن يواكبوا هذا التطور ويُحدثوا الفرق في الصناعة والمجتمع. في هذا العصر المتقدم، يبقى التركيز على إطلاق العنان لقوة الذكاء الاصطناعي والاستفادة الكاملة من إمكاناته التي تنطوي على تحسين كافة جوانب حياتنا.
المصدر: LesEco.ma