توقيع اتفاق تاريخي بين الحكومة الفرنسية والوكالة الوطنية لانعاش التشغيل والكفاءات لتسهيل التوظيف في قطاع الزراعة في فرنسا
تعاني المزارع الفرنسية من نقص في اليد العاملة، ولحل هذه المشكلة، تم توقيع اتفاقية بين المكتب الفرنسي للهجرة (OFII) والوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات (ANAPEC) بهدف تسهيل توظيف العمال الزراعيين الموسميين المغاربة في فرنسا.
الحاجة الملحة للعمال الزراعيين
أعربت الاتحاد الوطني لنقابات المزارعين (FNSEA) في فرنسا، خلال توقيع الاتفاقية، عن أن هذا الاتفاق يساعد في تلبية احتياجات المزارعين العاجلة للعمال، حيث يعانون من نقص في عدد المتقدمين. تعمل هذه التعاونية بين OFII وANAPEC على وضع أسس لعملية توظيف مسؤولة ومفيدة.
تجاوز أزمة نقص اليد العاملة
كانت حالة نقص اليد العاملة في المزارع الفرنسية تصل إلى مستوى حرج، حيث اضطر المزارعون إلى طلب المساعدة من السلطات الفرنسية لإقامة رحلات جوية استثنائية أثناء الأزمة الصحية، لجلب العمال عندما تعلقت حركة الطيران. أكد الاتحاد الوطني لنقابات المزارعين في فرنسا أن هذه المبادرة تهدف إلى تجنب فقدان المحاصيل بسبب نقص المتقدمين للعمل الموسمي.
توفير مسارات عمل آمنة ومستدامة
تهدف هذه الاتفاقية إلى توفير مسارات عمل جماعية وآمنة للمزارعين، مما يضمن دخول العمال واندماجهم وعودتهم إلى بلدهم الأصلي في إطار منظم واحترام. أعرب المدير العام لـ OFII، القائم بأعمال الوالي، ديدييه ليشي، عن ترحيبه بهذا المثال على “الهجرة الدائرية” التي تسمح بنقل العمال بواسطة تأشيرات إقامة مؤقتة، وفقًا لجدول الإنتاج الزراعي. في عام 2022، عمل 15،700 عامل موسمي مغربي في فرنسا، مما يعكس الاتجاه المتزايد للهجرة الدائرية في قطاع الزراعة الفرنسية. فقد بلغ عدد العمال الوطنيين المستدعين لهذا الغرض 6،300 في عام 2018، قبل أن يتجاوز 10،000 في عام 2021. وتعتمد القطاع الزراعي أيضًا على العمال الموسميين من تونس وتركيا.
تمثل هذه الاتفاقية فرصة لتحقيق التنمية المستدامة في المناطق المعنية وتحسين جودة حياة الفلاحين. من خلال توفير فرص عمل في قطاع الزراعة وتسهيل دخول العمال واندماجهم وعودتهم بشكل آمن ومنظم، يمكن أن يكون لهذه الخطوة تأثير إيجابي على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي. تساهم هذه الاتفاقية في بناء شراكات فاعلة ومستدامة بين فرنسا والمغرب في سبيل تعزيز قطاع الزراعة وتعزيز الاقتصاد المشترك والتعاون الثقافي والاجتماعي بإتاحة فرص عمل للعمال الموسميين. يعكس هذا التوقيع التعاوني بين OFII وANAPEC التزايد في استخدام الهجرة الدائرية كوسيلة لتلبية احتياجات قطاع الزراعة الفرنسي. يشكل هذا الاتفاق خطوة مهمة نحو بناء منظومة توظيف مستدامة ومسؤولة للعمال الموسميين المغاربة.
في نهاية المطاف، يسهم هذا الاتفاق في تحقيق أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالقطاع الزراعي وتحسين جودة الحياة للمزارعين والعمال على حد سواء. ومن المتوقع أن تستمر الشراكة بين فرنسا والمغرب في توفير فرص العمل للعمال الموسميين وتعزيز الاقتصاد المشترك بين البلدين.